السور

السبت، مايو 20، 2006

إلى ساحة الإرادة Downing Sreet من

شاركت مع جموع من الكويتيين المتواجدين في لندن في فترة الغزو العراقي - وليس الصدّامي كما يحلو للحكومة تسميته - شاركت في العديد من التجمعات و المسيرات التي اتجهت بنا من السفارة الكويتية (و لم يكن لسفارتنا دخل في تنظيمها) إلى السفارة العراقية و السعودية و المصرية، بالإضافة إلى المسيرات الحاشدة إلى مقر رئيس وزراء المملكة المتحدة و مبنى البرلمان و ساحة الطرف الأغر. كان إحساس الكويتيين بوطنيتهم في أوجه، انتفضوا جميعا و تكاتفوا للعمل من أجل التحرير، ذابت الفوارق وانطفأت النعرات و تساوى الجميع عندما سادت الأخوة و تجلت روح المودة و الرحمة التي طالما اكتنزها الكويتيون في صدورهم.

إن هذه المشاعر الوطنية الصادقة عادت لتظهر من جديد وذلك عندما انتفض المصلحون من أبناء وطني ضد طغمة الفساد التي طغت و استشرت سمومها في البلاد، فغدت تفسد الناس، فتعميهم بالمال تارة، و بالجاه تارة، و بالتخويف و الترهيب تارة أخرى. حضرت تجمع يوم الإثنين 15/5 و حضرت تجمع الجمعة 19/5 و شعرت بذات المشاعر التي غمرتني عندما تجمع الكويتيون في 3 و 4 أغسطس 1990 أمام سفارتنا في Queen's Gate. و جاءت بعض هتافات لندن لتُردّد في ساحة الإرادة، ولعل بعض القراء لا يعلم لحداثة سنّه أن هتاف No! No Jungle Law الشهير للدكتور الصانع في ليلة الإرادة 2 هو الهتاف الذي ردّده الكويتيون في لندن في أوائل أغسطس 1990. في كلا الموقفين كانت البلد تنهب و تستنزف، ففي الأول كان الدمار علنيا شاملا دمر الأرض و زهق الأرواح، و في الثاني كان الدمار خفياً دامساً نهب الخيرات و أعطب الضمائر. و في كلا الحالتين لا ينقذ هذا البلد الطيب إلا تلاحم أبنائه و عزمهم على تخليص وطنهم من قبضة المفسدين. فيا له من تاريخ يعيد نفسه!

"لا يشكر الله من لا يشكر الناس"

عليّ أن أشكر طرفين لهما - في رأيي - الأثر البالغ فيما نشهده اليوم من حركة ضد الفساد و رموزه، أولهما الإعلامي المتجدد محمد عبد القادر الجاسم الذي قام عن طريق موقعه على الإنترنت برفع سقف حرية الكلمة الكويتية، وثانيهما موقع ساحة الصفاة الذي أوقد شعلة التحرك العملي للإصلاح، كما أشكرهما معاً على تجديد همتي لأشارك عملياً في تحقيق ما ينشده الكويتيون من إصلاح.