السور

الثلاثاء، فبراير 19، 2008

نحن ما زلنا على قيد الحياة


الحمد لله،،،

مضى أكثر من عام على توقفي عن الكتابة وذلك لسببين إثنين، أولهما قراري بوداع السنوات العديدة التي قضيتها في عالم العزوبية و تسخير كل ما أملك من وقت و جهد للاهتمام ببناء أسرتي الجديدة، و السبب الثاني هو أنني وجدت الكثير من الأخوة و الأخوات المدوّنين "مو مقصرين" و "قايمين بالواجب" كما يقال عندنا في الكويت.

و مع هذا، ظللت متابعا لمجريات السياسة في بلدنا العزيز و لما تقوم بنشره بعض المدونات الكويتية و كنت مرتاحا للمواضيع المثارة من قبل الزملاء المدوّنين، حتى أنني كنت إذا نويت الكتابة عن شيء ما و قرأت ما يكتبه الزملاء "بردت جبدي" و "طخّيت" و أحسست أنني لن أزيد الكثير. و لكن،،، جاء قراري اليوم بالكتابة...

كانت "الفزعة" البرتقالية التي قادتها المدونات مستحقة على كل من يحب الكويت و يريد محاربة الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة ، وتجمع الناس على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم في ساحة الإرادة و في الروضة لدى التجمع الوطني تارة و لدى ديوانية ناصر الصانع (الإخوان) تارة أخرى، و أمام مخفر الجابرية مرة و أمام ديوان الجري (التكتل الشعبي) مرة أخرى، كما لا ننسى التجمع أمام مقر الترشيح في الشويخ و محاولة إقناع خالد السلطان (سلف). طرحنا كل التوجهات الفكرية و الانتماءات الدينية و العنصرية جانبا، ننشد مصلحة الكويت لا غيرها، نجمّع لا نفرق، نوحّد لا نفكك. و تحقق ما أرادته الحركة بتبني قانون الدوائر الخمس. و هدأت المدونات قليلا ثم عادت، إلا أن عودتها لم تكن كمثل ما نشطت عليه. فنجد أن ما تتبناه الكثير من المدونات حاليا من أفكار و توجهات و ما تدعو إليه من تجمعات، و الأهم من هذا، ما تتجاهله هذه المدونات من مواضيع، نقل حركة المدوّنين من القضايا العامة إلى الخاصة و من اتساع الحركة إلى ضيقها و من توحيد الصفوف إلى تفكيكها و من، للأسف، الإحترام إلى السخرية.

ليس عيبا أن ينتمي المدوّنون إلى فكر معيّن، و ليس عيبا أن يعمل بعض المدوّنين لدى جهات ذات توجه معيّن، و لكن العيب كل العيب أن يهدم المدوّنون "وحدة التوجّهات" التي بنوها من أجل توجّه واحد، و أن يفكك المدونون تحالف الأحزاب من أجل حزب معين، و أن يتغاضى المدوّنون عن قضايا جليلة من أجل أمور، من وجهة نظر مخالفيهم فيها - و هم كثر، هزيلة.

أدوّن ما كتبته تنبيها للزملاء المدونين و قرّائهم مما وقعوا فيه بقصد أو بغير قصد.