السور

الأحد، يوليو 09، 2006

الرئاسة و نظرية المساجين


ذكر الكاتب محمد عبد القادر الجاسم أنه تم سحب مبالغ مليونية من أحد البنوك الكويتية المعروفة من قبل نائب متطلع للرئاسة و موصوم بالوصولية و الإنتهازية ليتسنى له تحوير و شق آراء كتلة ال 34 بالرشوة الغير مباشرة لبعض أعضائها أو كتلها السياسية. و من الناحية الأخرى يحاول رجل حكومي ضليع في إدارة النواب من تحت النقاب و أيضا موصوف بالفساد و التدخل النيابي التزين لبعض نواب ال 34 عن طريق مكالمات تلفونية للتهنئة و الحديث الودي و من ثم الإستدراج لصالحه. هذا هو خوف الشعب الكويتي بعينه. خوفنا بأن تتقلص كتلة ال 34 لأقل فأقل فالأقل. و هذا ما يحصل عادة مع بعض النواب المندفعين و المدافعين عن الإصلاح و حقوق الشعب و الذين ما يلبثوا إلا أن سلكوا مسالك الرشوة و بيع الضمائر و التي تبدأ بعبارات غزلية من متنفذي الحكومة و من ثم ارتشاف خمرة الدينار و من ثم احتسائها و الإدمان عليها.

بالنظر إلى الكتل البرلمانية الموجودة حاليا و تحالفاتها نجد أن نواب الحكومة و الحكومة يمثلون 31 صوت تقريبا و الكتلة الإسلامية تمثل 18 صوت و تحالف الكتلة الليبرالية و الشعبية يمثل 16 صوت و بذلك يمثل صوت المعارضة من الإصلاحيين و الليبراليين و الشعبيين 34 صوت ، أي أغلبية المجلس تقريبا. أما إذا افترضنا ، لا سمح الله ، إنشقاق في كتلة المعارضة إلى كتلتين رئيسيتين و هما كتلة الإسلاميين الحزبيين و كتلة الليبراليين و الشعبيين فنجد أن هناك تقارب في عدد الأصوات بين الكتلتين خاصة باعتبار بعض المحسوبين على الكتلة الإسلامية من المستقلين المائلين الى الكتلة الشعبية من أمثال عادل الصرعاوي و فيصل المسلم.

يجرنا هذا التحليل إلا ما يسمى ب “Prisoner’s Dilemma” و هي النظرية التي تقول أنه من صالح الأطراف التي تشكل بانفصالها أقلية (وهما المسجونين) التعاون للوصول إلى الأهداف المشتركة فيما بينها و على رأسها التقليل بقدر المستطاع من عقوبة الطرف المسيطر (و هو السجان). أما في حال نشوب الخلاف بين المسجونين و تعاون أحدهم مع السجان سيضطر جميع المسجونين الى التعاون مع السجان مما يفقد جميع الأطراف قوة الضغط و بالتالي يهيمن السجان و يوقع عقوبة أكبر بجميع المسجونين. فمن العقلانية إذاً التعاون بين أطراف المعارضة ، مهما كان الإختلاف و الطموح السياسي ، وذلك لتقليل الضرر قدر المستطاع على الكتل المعارضة ككل و مساعدتها للوصول إلى أهدافها المشتركة. و خير مثال قادم على تطبيق مثل هذه النظرية هي التصويت على منصبي رئيس البرلمان و نائب الرئيس. فإذا طمحت الكتلة الإسلامية للوصول إلى منصب نائب الرئيس و الكتلة المعارضة الأخرى للوصول إلى الرئاسة فيجب عليهم الإتفاق بعدم التحالف مع الكتلة الحكومية. أما إذا تعاونت أحد الكتلتين مع الحكومة لضمان منصبها فمن المنطق تعاون الكتلة الأخرى مع الحكومة لضمان منصبها أيضا مما يتيح للحكومة فرصة السيطرة على المنصبين جميعا و فشل الكتل المعارضة في الحصول على أي منها.

نقول لكتلة ال 34 ، إن الكويت انتخبتكم لتضعوا مصلحتها فوق مصلحتكم أو مصلحة الحزب، فحذارى من شق الصفوف. باجتماعكم اليوم و اتفاقكم سيكون لكم كرسي الرئاسة و النيابة بدون الحاجة لوعود فلان و لا أموال علان. أما في حال إنشقاقكم و سماحكم بعودة رموز الفساد للسلطة فهذا أول النكث بوعودكم للشعب الكويتي. و أعتقد الإنتخابات الأخيرة خير دليل على غربلة النواب. فليتعض من في قلبه مثقال ذرة من شك بوعي الشعب الكويتي به و بمواقفه إذا نوى البقاء في المجلس.


ذباح المضرع

الثلاثاء، يوليو 04، 2006

رسالة الشعب

الحكومة و الغوغائية


نعتقد أن رسالة الشعب الكويتي الشريف كانت جلية و واضحة لرموز الفساد في الحكومة و المجلس ...كفاية..كفاية بوق و رشوة و محسوبيات ....كفاية ناس فوق القانون...كفاية كلام فاضي و تصريحات....اليوم نبي كويت جديدة...قالتها الصناديق.....ما نغفر أقل زلة من النواب و الوزراء....اللي يشوف النتائج بعيون فاحصة يجد معظم الذين سقطوا من النواب هم أصحاب المواقف الرمادية و علامات الإستفهام....لتكن هذه النتيجة عبرة لكل متنفع بعضوية المجلس بأن خلفه رجال و نساء سيحاسبونه على كل زلة أو غفلة....تدمع العين بقرائة النتائج و الله...صج بيضتوها....

اليوم أدى الشعب الكويتي واجبه تجاه النواب....و الدور عليهم بالوفاء....و أنا أقترح على الشباب النشط اللي كان القلب النابض لهذه الثورة أن يشكلوا مجموعات محاسبة تتابع النواب الناجحين في كل تحركاتهم....و تتابع الحكومة في كل تحركاتها....لضمان تطبيق أجندة الإصلاح...و ننصح بعمل الندوات و المنتديات لهذا الغرض... فلا يتوقف النشاط الشبابي أبدا....و نحن أول المتطوعين....و يجب على الشباب النشط الإلتفات إلى الجرائد الصفراء ...ذات الموقف المشين من هذه الأحداث المشرفة...اللي كل هم أصحابها جمع المال بأي طريقة ممكنة...لا حلال ولا حرام...يجب أن يكون لنا موقف من جريدتي الوطن و الرأي العام....اللي والله ما أشتهي أشوفهم اليوم....مثل ما غيّر الشباب مجرى السياسة الكويتية في الفترة الأخيرة...ما أعتقد جرائد رخيصة مثل هذه ما نقدر نهزها....

و اليوم يعمل على تشكيل الحكومة الجديدة بعد مسلسل حكومي مليئ بالفشل.....فهاهم من وصفوهم بالأطفال و البنغالية...تلك العبارة العنصرية....أومضوا مستقبل الكويت بشعلة الحرية...و هاهو الشعب الكويتي الحر الأبي ينتخب بجميع أطيافه من وصفتهم الحكومة بالغوغائيين....فاعتبري ياحكومة و اعتبروا ياصناع القرار ...هؤلاء النواب المختارون و عليكم تشكيل حكومة نظيفة تضمن سير الأمور بسلاسة و انسيابية....حكومة تتعاون مع المجلس ضد الفساد...فلا عذر لكم اليوم أمام الشعب....و لا مزيد من شعاراتكم الكاذبة و التي باتت مقززة و مستهلكة...


ذباح المضرع