نحن ما زلنا على قيد الحياة
الحمد لله،،،
مضى أكثر من عام على توقفي عن الكتابة وذلك لسببين إثنين، أولهما قراري بوداع السنوات العديدة التي قضيتها في عالم العزوبية و تسخير كل ما أملك من وقت و جهد للاهتمام ببناء أسرتي الجديدة، و السبب الثاني هو أنني وجدت الكثير من الأخوة و الأخوات المدوّنين "مو مقصرين" و "قايمين بالواجب" كما يقال عندنا في الكويت.
و مع هذا، ظللت متابعا لمجريات السياسة في بلدنا العزيز و لما تقوم بنشره بعض المدونات الكويتية و كنت مرتاحا للمواضيع المثارة من قبل الزملاء المدوّنين، حتى أنني كنت إذا نويت الكتابة عن شيء ما و قرأت ما يكتبه الزملاء "بردت جبدي" و "طخّيت" و أحسست أنني لن أزيد الكثير. و لكن،،، جاء قراري اليوم بالكتابة...
كانت "الفزعة" البرتقالية التي قادتها المدونات مستحقة على كل من يحب الكويت و يريد محاربة الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة ، وتجمع الناس على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم في ساحة الإرادة و في الروضة لدى التجمع الوطني تارة و لدى ديوانية ناصر الصانع (الإخوان) تارة أخرى، و أمام مخفر الجابرية مرة و أمام ديوان الجري (التكتل الشعبي) مرة أخرى، كما لا ننسى التجمع أمام مقر الترشيح في الشويخ و محاولة إقناع خالد السلطان (سلف). طرحنا كل التوجهات الفكرية و الانتماءات الدينية و العنصرية جانبا، ننشد مصلحة الكويت لا غيرها، نجمّع لا نفرق، نوحّد لا نفكك. و تحقق ما أرادته الحركة بتبني قانون الدوائر الخمس. و هدأت المدونات قليلا ثم عادت، إلا أن عودتها لم تكن كمثل ما نشطت عليه. فنجد أن ما تتبناه الكثير من المدونات حاليا من أفكار و توجهات و ما تدعو إليه من تجمعات، و الأهم من هذا، ما تتجاهله هذه المدونات من مواضيع، نقل حركة المدوّنين من القضايا العامة إلى الخاصة و من اتساع الحركة إلى ضيقها و من توحيد الصفوف إلى تفكيكها و من، للأسف، الإحترام إلى السخرية.
ليس عيبا أن ينتمي المدوّنون إلى فكر معيّن، و ليس عيبا أن يعمل بعض المدوّنين لدى جهات ذات توجه معيّن، و لكن العيب كل العيب أن يهدم المدوّنون "وحدة التوجّهات" التي بنوها من أجل توجّه واحد، و أن يفكك المدونون تحالف الأحزاب من أجل حزب معين، و أن يتغاضى المدوّنون عن قضايا جليلة من أجل أمور، من وجهة نظر مخالفيهم فيها - و هم كثر، هزيلة.
أدوّن ما كتبته تنبيها للزملاء المدونين و قرّائهم مما وقعوا فيه بقصد أو بغير قصد.